التكامل الإقليمي
تعبر طرق الهجرة الرعوية الحدود الوطنية والتقسيمات الإدارية، وتبني شبكات إقليمية لإنتاج الأغذية الريفية وتجارتها. إن السبب الأساسي لممارسة الرعي هو أن موارد الرعي في منطقة الساحل السوداني تتفاوت تفاوتاً كبيراً على مدار العام، كما أن... اقرأ أكثر
تحميل الوحدة

تعبر طرق الهجرة الرعوية الحدود الوطنية والتقسيمات الإدارية، وتبني شبكات إقليمية لإنتاج الأغذية الريفية وتجارتها. إن السبب الأساسي لممارسة الرعي هو أن موارد الرعي في منطقة الساحل السوداني تتفاوت تفاوتاً كبيراً على مدار العام، كما أن المسافات بين الموارد المتاحة في أوقات مختلفة من العام تعني أن الترحال الرعوي هو بالضرورة عابر للحدود، وهي ممارسة كفاف إقليمية بالكامل. هناك العديد من الاتفاقيات الإقليمية التي تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي المتزايد، لكن كل منها يتطلب التطبيق من قبل الحكومة الوطنية والإدارات الإقليمية.

يؤدي انتقال الماشية من المراعي إلى الأسواق الحضرية إلى إنشاء سلاسل قيمة تربط المنتجين والرعاة والمشترين والبائعين على طول الطريق وعبر الحدود وبين الدول. ويستفيد الرعاة من مرافقة مواشيهم مباشرة إلى الأسواق الإقليمية، مما يحد من تكاليف النقل واللوجستيات الثقيلة. فعلى طول الطريق، تعتبر التجارة الصغيرة مع المزارعين المحليين ومجتمعاتهم إضافة هامة إلى سلسلة القيمة الإقليمية، وقد تشمل هذه التبادلات بيع المحاصيل أو المنتجات الحيوانية، أو تغذية الماشية على بقايا المحاصيل، أو تسميد المحاصيل المحلية بالسماد الطبيعي. كما أن الخسائر الفادحة في الماشية بسبب المرض أو السرقة أو العنف تعني تعطل إمدادات اللحوم إلى العواصم الكبرى، أو تأخير التجارة في البلدان المجاورة.

ومع ذلك، فإن تدفق الأشخاص والماشية عبر الحدود المليئة بالثغرات له آثار على الأمن الإقليمي، فقد أصبحت المناطق الحدودية عبر الساحل السوداني نقاط محورية للنشاط الإجرامي والمتمردين. وتتعطل الروابط الإنتاجية التي تنشأ عن الثروة الحيوانية بسبب إغلاق الحدود أو غيرها من التدابير التي تهدف إلى مكافحة النزاعات المسلحة عبر الوطنية والإرهاب وشبكات التهريب. وفي الوقت الذي تورط فيه بعض الرعاة في جرائم عابرة للحدود، فإن إغلاق الحدود أمام الترحيل له تأثير واسع النطاق، بما في ذلك على المزارعين المحليين أو التجار الذين يعتمد ازدهار أحوالهم بشكل غير مباشر على تداول الماشية. فوفقاً لبعض الباحثين، فإن العواقب الاقتصادية لإغلاق الحدود لها آثار مدمرة كالإرهاب أو جائحة كوفيد-١٩.

أسئلة يجب مراعاتها في سياقك
استراتيجيات التدخل
اتفاقيات الترحال الرعوي
الوصف

تعتمد الاستمرارية طويلة الأمد للرعي عبر الحدود كنظام إنتاجي على تطبيق إطار عمل متسق عبر المنطقة الأوسع، وقد يكون لقرار دولة ما بتقييد التنقل أثر على الرفاهية الاقتصادية لجيرانها. ولهذا السبب، اقترحت هيئات إقليمية مختلفة ووضعت اتفاقيات متعددة الأطراف لدعم وتنظيم الترحال الرعوي، حيث تهدف هذه الأطر إلى تسهيل عبور الحدود من خلال استبدال اللوائح المخصصة بسياسات متسقة يسهل اتباعها وتنفيذها في جميع المراكز الحدودية بين الدول الأعضاء المشاركة. ومع ذلك، عند تطبيقها عملياً، كثيراً ما تكون هذه الأطر قاصرة عن التنفيذ الفعال.

المصدر: منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة- مركز التعاون الدولي في البحوث الزراعية من أجل التنمية (FAO-CIRAD)، أطلس الاتجاهات في النظم الرعوية في منطقة الساحل ٢٠١٢؛ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)/ الأمانة العامة لنادي الساحل وغرب أفريقيا (SWAC) ٢٠٠٩

المستخلص: منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (٢٠١٤)، أطلس الصحراء- الساحل: الجغرافيا، الاقتصاد والأمن، منشورات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، باريس

© ٢٠١٤. الأمانة العامة لنادي الساحل وغرب إفريقيا (SWAC/OECD)

ما الذي يجعل اتفاقيات الترانسهومانس تنجح ؟
ما هي عوامل فشل اتفاقيات الترحال الرعوي؟
دراسة الحالة
اتفاقيات النقل العابر للحدود
دراسة الحالة
تضمن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا حرية تنقل الثروة الحيوانية
التفاوض حول الهجرة العابرة للحدود
الوصف

لطالما كانت طرق هجرة الرعاة تأخذهم عبر الحدود السياسية، لكن هذه التحركات أصبحت شؤوناً حساسة لأن الدول بدأت تنظم الهجرة بشكل متزايد لأسباب أمنية أو سياسية. وقد يكون التنقل عبر الحدود المتنازع عليها شرارة في نزاع أوسع بين الدول، لا سيما عندما تكون الماشية مصحوبة بحرس متنقلين. لقد لعب قادة المجتمع دوراً أساسياً في ضمان أن الهجرات المنتظمة عبر الحدود يمكن أن تحدث بشكل سلمي من خلال التفاوض على الاتفاقيات أو فتح قنوات الاتصال بين المهاجرين والمجموعات المستضيفة. وتشكل التوترات على الحدود بين السودان وجنوب السودان خير مثال على ذلك. فمن ناحية تاريخية، كان الرعاة العرب من غرب كردفان، المسيرية، يرعون ماشيتهم في بحر الغزال، وهي ولاية حدودية في جنوب السودان، وأدت الأعمال العدائية وإراقة الدماء مع السكان من قبيلة دينكا نقوك إلى إغلاق الحدود حتى عام ٢٠١٤، عندما التقى الطرفان للتوصل إلى اتفاق بشأن طرق العبور والتعويض عن العنف. وقد تلعب التدخلات الخارجية دوراً في تسهيل الهجرة السلمية عبر الحدود من خلال خلق مساحة للمجتمعات من أجل اللقاء والتفاوض.

ما هي عوامل نجاح اتفاقيات الهجرة؟
ما هي عوامل فشل اتفاقيات الهجرة؟
دراسة الحالة
المجتمعات الحدودية تنظم مؤتمرات سابقة للهجرة في جنوب السودان
تنسيق الأمن الإقليمي
الوصف

أصبحت العديد من المناطق الحدودية التي لطالما كانت مسارات للماشية الرعوية حلقة وصل رئيسية للجريمة العابرة للحدود الوطنية والتمرد.[١] لقد استجابت الأطر الإقليمية لمكافحة الإرهاب، مثل ج-٥ الساحل، والهيئات الإدارية متعددة الدول، مثل سلطة لبتاكو غورما، للحاجة إلى نهج منسق للأمن.

[١] على سبيل المثال، منطقة ليبتاكو غورما، وحوض بحيرة تشاد، والحدود بين السودان وجنوب السودان، والمناطق الحدودية بين جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان أو جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد والسودان.

ومع ذلك، غالباً ما يقتصر هذا التنسيق على القوات المسلحة وحكومات الولايات، في حين يمكن توسيعه ليشمل الجهات الفاعلة المدنية التي تدعم الأمن الإقليمي. إن تسهيل الحركة الآمنة والقانونية للماشية يتطلب توفير بنية أمنية إقليمية تشرك قادة المجتمع الذين لعبوا منذ فترة طويلة دوراً رائداً في التفاوض بشأن هجرة الماشية والتوسط في النزاعات وحماية الثروة الحيوانية من السرقة (انظر الوحدة ٧ – إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب).

(انظر الإضافة  الوحدة–انفاذ القانون و مكافحة الإرهاب ).

الحدود الخطرة

كانت المناطق الحدودية عبر منطقة الساحل السوداني من النقاط الساخنة الرئيسية للعنف، كما هو موضح هنا في حالة منطقتي ليبتاكو-غورما وبحيرة تشاد، وكلاهما مناطق حرجة للرعي.

ما هي عوامل نجاح التعاون الأمني الإقليمي؟
ما هي عوامل فشل التعاون الأمني الإقليمي؟
دراسة الحالة
أنظمة مراقبة النزاعات تثري الإجراءات الرعوية الإقليمية
البحوث حول سلاسل القيمة الإقليمية
الوصف

إن مساهمات الرعي في الاقتصادات الريفية غير موثقة وغير مفهومة بشكل جيد، فلقد أسهم الترحال الرعوي ولقرون في ربط العديد من نقاط التجارة الإقليمية عبر منطقة الساحل السوداني، حيث تنقل الماشية التي تربى في الأراضي الجافة في النيجر أو مالي جنوباً للوصول إلى الأراضي الرطبة أو الأسواق في الولايات الساحلية مثل نيجيريا وبنين، وأثناء سفرها تولد إيرادات وقيمة من خلال الدفع مقابل الخدمات البيطرية، أو التجارة مع المزارعين المحليين، أو توفير السماد الطبيعي للمحاصيل. حيث تعتبر هذه التجارة داخل القارة ضرورية لتلبية الطلب المتزايد من المراكز الحضرية على منتجات اللحوم وتضيف قيمة إلى الإنتاج الزراعي الذي لن يأتي من تربية المواشي أو أنماط الإنتاج الأخرى. وغالباً ما يكون من الصعب تحديد إجمالي القيمة المضافة لهذا النشاط الاقتصادي، نظراً لأن المساهمات غير الرسمية مثل السماد الطبيعي يمكن أن تكون كبيرة ولكنها لا تنعكس بسهولة في البيانات الموجودة. كما إن إنتاج ونشر معلومات دقيقة حول دور الرعي في سلاسل القيمة الإقليمية يعتبر أمراً ضرورياً لصانعي السياسات والمستثمرين لاتخاذ قرارات مستنيرة حول كيفية دعم قطاع الثروة الحيوانية.

ما هي عوامل نجاح البحوث حول سلاسل القيمة الإقليمية؟
ما عوامل فشل البحوث حول سلاسل القيمة الإقليمية؟
دراسة الحالة
الباحثون المحليون يحددون سلاسل القيمة الرعوية كمياً